تاريخ البرمجة يمتد عبر عقود من الزمن، ويعتبر أحد أهم الجوانب في تطور التكنولوجيا الحديثة. بدأت رحلة البرمجة في أوائل القرن العشرين، عندما ابتكر عالم الرياضيات البريطاني تشارلز باباج صورة أولى للبرمجة الميكانيكية، حيث استخدم نظامًا يعتمد على بطاقات مثقبة.
وفي عقد الثلاثينيات، ظهر العالم الألماني كونراد زوسي، الذي قام بتطوير أول لغة برمجة تعتمد على الرموز الثنائية، وهي "زيوس". ومع مرور الوقت، تطورت لغات البرمجة وأصبحت أكثر تعقيدًا وقوة.
في الستينيات، ظهرت لغة "فورتران" التي كانت مخصصة للعمليات العلمية والحسابية، وكانت تتميز بسهولة الاستخدام والكفاءة العالية. وفي نفس الفترة، ظهرت لغة "كوبول" التي تعتبر أول لغة برمجة تعتمد على مفهوم الكائنات.
مع بداية السبعينيات، ظهرت لغة "سي" التي صاغها دينيس ريتشي، وأصبحت هذه اللغة الأساسية لتطوير نظم التشغيل وتطبيقات الحاسوب. وفي الثمانينيات، ظهرت لغة "سي++" التي تعتبر تطورًا للغة "سي" وتضمنت مفاهيم البرمجة الكائنية.
مع تقدم التكنولوجيا وظهور الإنترنت، ازدادت أهمية البرمجة بشكل كبير. وفي التسعينيات، ظهرت لغة "جافا" التي اعتبرت ثورة في عالم البرمجة، وأصبحت لغة الاختيار لتطوير تطبيقات الويب.
مع بداية الألفية الجديدة، ظهرت لغات برمجة جدي
دة مثل "بايثون" و"ربي" و"جافا سكريبت" وغيرها، وهذه اللغات ساهمت في تطوير مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي وتطوير تطبيقات الهواتف الذكية.
تاريخ البرمجة شاهد على تطور مذهل في عالم التكنولوجيا، حيث أصبح بإمكان الناس تطوير تطبيقات معقدة ونظم مبتكرة بفضل التقدم السريع في لغات البرمجة والأدوات المتاحة. ومن المتوقع أن يستمر هذا التطور والتقدم في المستقبل، مما يتيح فرصًا جديدة ومذهلة في عالم البرمجة والتكنولوجيا.